يعد الاتصال أحد أقدم السمات التي امتاز بها بني البشر منذ القدم، فلا نستطيع أن نجد إنسان يستطيع العيش بمفرده دون الحاجة لأن يتواصل مع غيره من بني البشر، حتى يتسنّى له العيش وتبادل الخبرات والمعارف، ومع تطور الإنسان تطورت وسائل الاتصال تبعاً لحاجاته وتطلعاته، فكما يقال: "الحاجة أم الاختراع" وفي هذا المقال سيتمّ التطرق للفرق بين وسائل الاتصال قديماً وحديثاً بشيء من التخصيص.
هي عملية نقل المعارف والخبرات بين الأفراد بطريقة مباشرة أو باستخدام إحدى وسائل الاتصال المعروفة.
مر الاتصال قديماً بعدد من المراحل تدرّج بها من الأسلوب البدائي جداً حتى وصل إلى ما نراه اليوم من وسائل اتصال متنوعة قد حولت العالم إلى قرية صغيرة، وقد بدأ الاتصال من خلال علاقة الفرد بالآخرين وقيامه بنقل الرسائل عن طريق التعبير الشخصي المباشر، أو عن طريق مندوبين للقيام بمهمة نقل هذه الرسالة، وتختلف سرعة إدراك المتلقي لمعنى هذه الرسالة ومضمونها، ولكن كان هذا بالنسبة للاتصال بالمجتمع المحيط مع الإنسان القديم، فالبيئة الطبيعية كانت تشكل تحدياً في هذا المجال، فالوقت والمسافة كانت تحكم مثل هذه العلاقات، واستطاع الإنسان تجاوزها من خلال استخدام الدخان خلال ساعات النهار وإشعال المشاعل خلال الليل، مع الاتفاق بين المتراسلين على مغزى كل منها.
أما في الاتصال مع الأشخاص على مسافات طويلة فقد تم استخدام العدّائين أصحاب اللياقة والسرعة والعالية، حيث يأخذ العداء الرسالة ومن ثم يتجه لمكان معين ينتظره فيه عداء آخر ويأخذ الرسالة وهكذا يتمّ التسلسل حتى يتم الوصول للشخص المطلوب، ومن ثمّ وصل التطور إلى حد إذاعة الأخبار، حيث يقوم منادٍ بنشر الأخبار عبر إذاعتها بين الناس، هذا بالإضافة إلى الحمام الزاجل الذي عرف عنه نقل الرسائل عن طريق ربط الرسالة في أرجلها لتطير للشخص المقصود وتسلمه الرسالة.
تتابع هذا التطور إلى أن وصل الصينيون لمقدمة اختراع الطباعة؛ وهي قيامهم بصنع كتل خشبية تعبر عن صور ورموز تغمس في الحبر فتطبع الصور المرادة والرموز، ثمّ ظهرت الطباعة على يد العالم يوهان جوتنبرغ، وكان اختراعه علامة فارقة في تطور وسائل الاتصال وانتقالها نقلة نوعية للاتصالات الحديثة.
بعد اخترع الطباعة بدأ عصر النهضة العلمية وبدأت وسائل الاتصال بالتطوّر أكثر فأكثر، حيث تمّ اكتشاف التلغراف، ومن ثمّ الهاتف الذي نقل وسائل الاتصال نقلة نوعية، وبعدها اكتشف الفاكس ليتم بعدها الوصول إلى الاتصالات الأكثر تعقيداً، وهي وسائل الاتصالات اللاسلكية عام 1895 م وبعد ذلك تمّ اختراع الإذاعة، والتلفزيون، والحاسب الآلي اللذين ساهما في الثورة التكنولوجية الحديثة التي أدّت لتوفير الوقت والجهد والمال على الإنسان.
المقالات المتعلقة بالفرق بين وسائل الاتصال قديماً وحديثاً